الساعة تشير إلى السابعة صباحا، أمرتُ فيفي بالانصراف، رفضتْ، احتج
الغريبُ، قلتُ له ستنصرف إلى عملها، سأل: أين تعمل؟، ثم دخل إلى غرفة
النوم، وخاطب فيفي محتجا:
- لا، يجب أن تبقي معنا
طلبت مني فيفي مفتاح المنزل، قائلة:
- لن أنصرف، انصرفوا أنتم واتركوني في المنزل
قلتُ: لا
قال الغريب: نحن لا نأكل صلصة ولا حساء، جملة ستفسرها لي فيفي فيما
بعد على النحو التالي: ما كان يقصده بتلك اللازمة هو: «نحن لا نضاجع
النساء الفضلات». قال ذلك، ثم أخرج كمشة أوراق نقدية من جيبه...
قلتُ للغريب: هيا نشتري شرابا، امتثل لاقتراحي، امتطينا دراجة فيفي،
عرَّجتُ على شارعين كبيرين، ومنهما إلى ثالث. تساءل:
- إلى أين؟
- إلى الشباك الأوتوماتيكي
بدا لي جبانا في زحمة السيارات، تحول إلى مطواع، قلتُ له:
-
كفى شرابا ! سأشتري لك بضع
زجاجات، ثم أضعك أينما شئتَ، وأعود إلى المنزل، قال:
- حسنا !
وقفتُ قبالة الشباك، لم أجد معي بطاقة السحب، عدنا إلى البيت بحثا
عنها، وجدتُ فيفي منخرطة في حديث حميمي مع سناء. فيما بعد ستخبرني بكل
مادار بينهما. قلتُ لها:
- انصرفي
- لا، فقد نسيتُ بطاقتي الوطنية عند صاحبك، سلمتها إياه في
الليل، كنا ننوي المبيت في فندق، لكننا وجدناه ممتلئا عن آخره...
- ستجدين بطاقتط عندي في منتصف النهار أو في المساء...
- لا، إن أنصرف يغضب الآخر
-
انصرفي، سأذهب إلى
العمل حالا، سوف لن يجدانا.. وعلى كل حال فهما رجلان، ليقتتلا إن شاءا
الاقتتال أفضل من أن تأتي الشرطة وتسوقنا جميعا إلى السجن...
فيما بعد، ستخبرني فيفي أيضا بأن سناء والغريب لعبا على خوفنا من
الفضيحة، خوفنا من إيقاظ الجيران من النوم..
لما وصلنا إلى المنزل، وجدتُ فيفي مرتدية ملابس العمل، ما وطأتُ
والغريب عتبة المنزل حتى طردتنا جميعا بلهجة صارمة:
- اذهبا إلى أي مكان عدا البقاء في البيت
احتج الاثنان:
- اخرجي أنت ونمكث نحن هنا.
أوسعتُ فيفي شتما، استرجعتُ منها مفتاح المنزل، جمعتُ ملابسها، ثم
طردتها، واستضفتُ الاثنين:
- تعالى نمكث في البيت
امتثلا لندائي، عدلت فيفي عن الانصراف، ومكثت ضاربة علينا حراسة
مشددة، قلتُ للاثنين:
-
هيا بنا إلى حانة «البوكس»
|